جيل مصرصع
قالوا ويقولون وسيقولون:
جيل افجع بتحاكيه ما بيسمع,بياكل ما يبشبع,بيروح ما بيرجع.
فالأفجع هو من لا يكفيه شيء ويريد من كل شيء وبما أن مغريات الحياة أصبحت كثيرة وفي متناول اليد فلم يعد أحد من هذا الجيل يقنع بشيء ويكتفي به فإذا اشترى موبايل مثلا فإنه بعد مدة قصيرة يعرف أنه قد نزل إلى السوق موبايل أحدث حينذاك يصبح جهازه الخليوي دقة قديمة ويحاول بشتى الطرق أن يقنع أهله بشراء الجهاز الجديد وهكذا دواليك.....
أما بتحاكيه ما بيسمع أي أنه حين يكلمه أو ينصحه أحد من المعنيين به إن كان أحد من أهله أو أقاربه أو مدرسيه وذلك بهدف نصحه في أمر ما فإنه يدير الأذن الطرشى أي انه يتظاهر بأنه يستمع وهو في الواقع يمتص النقمة أو الغضب ويمرر الوقت ليقوم في النهاية بعمل ما قرره سلفا ومن دون أي اعتبار لأي نصيحة قدمت له.....
أما بياكل ما بيشبع فهذه يمكن اعتبارها أمرا طبيعيا في كل العصور فالشباب في مرحلة النمو يحتاجون للغذاء وبكثرة لتعويض الطاقة المهدورة ولبناء أجسامهم فتراهم نهمون للطعام ويتناولون منه الكثير......
أخيرا بيروح ما بيرجع فهذه لا داعي للتعليق عليها خصوصا إذا كان هناك نفس أركيلة فترى أحدهم وقد استرسل في شرب الأركيلة حتى جحظت عيناه وانتفخت أوداجه واصفر لونه نتيجة نقص الأكسجين في دمه ونظراته مركزة على النارة وتبديلها فلا يشعر بمرور الوقت ولا بأنه أساء إلى صحته وهو في ريعان شبابه....
وفي المقابل هناك الكثير من هذا الجيل واع لهذه الأمور ملتزم بدراسته ومستقبله ويضع نصب عينيه تحقيق آماله ورغباته عن طريق الجد والعمل والابتعاد عن قشور هذه الحياة وعن إضاعة الوقت في أمور لا طائل منها ويحافظ على سلوك حسن وعلاقات جيدة مع محيطه وأهله وهؤلاء يبنى عليهم المجتمع وهؤلاء هم أمل الحياة المشرق .
أما من سبق ذكرهم أفلا ينطبق عليهم تسمية جيل مصرصع.
ملاحظة:
مصرصع تعني من فقد الاتزان في التفكير أو الحركة.